Revue Brochures Educatives مجلة كراسات تربوية (
2024)
Copy
BIBTEX
Abstract
إن الحديث عن مدرسة المستقبل يدفعنا إلى النظر أولا في مقومات وأساليب مدرسة الماضي، التي كانت تعتمد على أساليب وتقنيات محدودة لا تتعدى مستوى الحشو بالمعارف وحفظها؛ لإرجاعها متى طلب الأستاذ ذلك بطريقة آلية، هذا الأخير الذي كان يعتبر مالكا للمعرفة والمتحكم الوحيد في تقنياتها وأساليبها، كما أن آفاق التعليم كانت محدودة لا تتجاوز أسوار المدرسة، بسبب الطريقة الإجرائية في التدريس النابعة من المقاربة بالأهداف.
بالرغم من أن تصورات وأفكار النظرية السلوكية لها الفضل الكبير في رسم معالم التقدم وتحقيق التنمية، من خلال التركيز على دراسة السلوك الإنساني وأهم تأثيراته، لكن ذلك كان رهين الحقبة التاريخية التي شهد فيها المنهج التجريبي تطورا كبيرا، إلا أن بعض جوانب هذه النظرية قد تُجوزت وأصبحت في حاجة إلى التطعيم نظرا لتطور احتياجات الأفراد، وبروز الثورة العلمية والتكنولوجية التي أصبح يعرفها العالم، وكذا متطلبات الانصهار في النسيج المحلي والدولي. إن الدور التقليدي الذي مارسته المدرسة قديما جعلها منغلقة على نفسها مما جعل مكانتها تهتز داخل المجتمع وفي نفوس الممارسين أنفسهم. فإن المدرسة ليست نسقا تربويا معزولا عن البناء الاجتماعي العام، وإنما هي مؤسسة اجتماعية تتفاعل بنيويا وتتكامل وظيفيا مع مختلف الأنساق السوسيو اقتصادية والمهنية والثقافية والسياسية...الخ.