Abstract

خلصت هذه الدراسة إلى دحض الادعاء بوجود فجوة تاريخية في تطور علم الاقتصاد، حيث تمكن الرواد الأوائل من الاقتصاديين المسلمين من وضع العديد من الأسس الفكرية لعلم الاقتصاد. تسلط هذه الدراسة الضوء على الفترة الزمنية التي تم تجاهلها قصداً أو جهلا لتكشف عن الجذور التاريخية لعلم الاقتصاد الإسلامي وتكشف عن الحلقة المفقودة في تطور علم الاقتصاد منذ القرن الهجري الأول إلى القرن الهجري الخامس، حيث سعت هذه الدراسة إلى نقض ادعاء الريادة الغربية لعلم الاقتصاد من خلال ما عرضته من إسهامات للمفكرين المسلمين الذين سبقوا الاقتصاديين الغربيين بعدة قرون. لقد قام الاقتصاديون المسلمون بتدشين عدد من قواعد علم الاقتصاد، واستخدموا أساليب التحليل الاقتصادي في رصد بعض الظواهر الاقتصادية، وقد قاموا بتسليم إنجازاتهم هذه للبشرية من خلال الصروح العلمية في الأندلس. كذلك لا يزعم مُعدُّ هذه الدراسة أنّ العلماء المسلمين تناولوا جميع القضايا الاقتصادية ولا يدعي بانّهم وضعوا قواعد علم الاقتصاد جملة ولم يغفلوا عن شاردة أو واردة، بل يعترف بأنّ علماء المسلمين الاقتصاديين لم يتناولوا كثيرا من القضايا الاقتصادية المحدثة كالائتمان، والمشتقات المالية، والنقود الالكترونية وما شاكل من المستجدات. لكنه يؤكد إسهام العلماء المسلمين في تطوير الفكر الاقتصادي.