الخطا 2:397-403 (
2007)
Copy
BIBTEX
Abstract
منذ بضعة أيام جاءت إحدى الطالبات لزيارتي فطلبت مني تحضير شهادة الدكتوراه –درجة ثالثة- في موضوع كانت قد اقترحته عليّ بشكل ساخرٍ إلى حد ما ولكنه لا يخلو البتة من طيبة. يتعلق الأمر بالموضوع الآتي: نقد إيديولوجي للسيميولوجيا. يبدو لي أن ما يتوفر في هذا "المشهد" القصير من عناصر كفيل لإعطاء لمحة قصيرة عن السيميولوجيا وعن تاريخها الحديث: - نجد أولا المحاكمة الإيديولوجية، أو بالأحرى السياسية، التي غالبا ما تتعرض لها السيميولوجيا، والتي يندد بكونها علما محافظا، أو على أقل تقدير علما غير مكترث بالالتزام الإيديولوجي: أولم تتهم البنيوية، كما اتهمت الرواية الجديدة منذ مدة، هنا بإيطاليا، إذا لم تخنّي ذاكرتي، بكونها علما متواطئا مع التقنوقراطية والدوڤولية ؟ - بعد ذلك تستوقفنا فكرة أنّ الشخص الذي كانت تخاطبه الطالبة هو أحد ممثلي تلك السيميولوجيا وبأن الأمر متعلق على وجه التحديد بقضية الإثبات – ومن ثم بدت سخرية عابرة على مكلمتي: لقد عملت على استفزازي من خلال الموضوع الذي اقترحته.. - أخيرا ذلكم الحدس المتولد عما نسبته إلي الطالبة من دورٍ منوطٍ برجل سيميائيٍ شبه رسميٍ، يستلزم رعشةً معينةً، ونفاقا معيّنا، ونوعا من الخيانة السيميولوجية التي من شأنها أن تجعل من الشخص الذي خاطبته تلك الطالبة، في الوقت ذاته وبشكل ساخر، شخصا قد انتمى إلى السيميولوجيا وكان خارجها: وهذا ما ولّد نوعا من الطيبة العابرة مما جعل هذا المشهد المليء بالطرافة الفكرية عالقا في ذاكرتي.